علوم ومعارف الشريعة والحقيقة
نرحب بك أجمل ترحيب
لا نريدك ضيـف بل صاحب الدار
حياك الله في منتداك وعلى الرحب والسعة
نامل ان تسجل معنا تفضل بالدخول
واتمنى لك اقامه هادفه
ومواضيع نافعه
وصداقه جاده
نـأمل ان تجد ضالتك
مع أرق التحيات
علوم ومعارف الشريعة والحقيقة
نرحب بك أجمل ترحيب
لا نريدك ضيـف بل صاحب الدار
حياك الله في منتداك وعلى الرحب والسعة
نامل ان تسجل معنا تفضل بالدخول
واتمنى لك اقامه هادفه
ومواضيع نافعه
وصداقه جاده
نـأمل ان تجد ضالتك
مع أرق التحيات
علوم ومعارف الشريعة والحقيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(إِن حقيقة طريق القوم علم وعمل، سداها ولحمتها شريعة، وحقيقة، لا أحدهما فقط)
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  الطريقة الخليلية ومشايخها الكرام    التسجيلالتسجيل  

 

 الطريقة الخليلية ومشايخها الكرام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شمس

شمس


عدد المساهمات : 55
نقاط : 141
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/04/2012
العمر : 33

الطريقة الخليلية ومشايخها الكرام  Empty
مُساهمةموضوع: الطريقة الخليلية ومشايخها الكرام    الطريقة الخليلية ومشايخها الكرام  I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 06, 2012 1:36 pm



الشيخ محمد أبو خليل

مؤسس الطريقة الخليلية

نسبه و نشأته:


ينتهى نسبه الشريف إلى الدوحة النبوية المباركة فهو من أبوين شريفين فوالده ينتهى نسبه إلى سيد الشهداء الإمام أبى عبد الله الحسين وينتهى نسب والدته إلى الإمام الحسن رضى الله عنهما.

وقد ولد فى قرية القضابة شمال الدلتا بجمهورية مصر العربية وانتقل مع والده إلى مدينة الزقازيق واستوطن معه فى أحد أحيائها المسمى بكفر النحال حيث يوجد الآن قبره الشريف بمسجده المسمى باسمه.

وقد نشأ محبا للطاعة فقد كان يصلى ويصوم وهو صغير لم يتجاوز السابعة من عمره ، وحفظ القرآن الكريم دون أن يتعلم الكتابة والقراءة ، ولعل إرادة السماء كانت تحدوه فى ذلك منذ نشأته لتعده لرسالته التى هيأته لها الأقدار لتكون أميته دليلا على ولايته حين كانت تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه وينطق لسانه بكل عجيب من العلم ومعجز من البيان فسبحان الله وتعالى جلت قدرته علم الإنسان ما لم يعلم.

ولما توفى والده احترف تجارة الحبوب ، وقد غرست التجارة فى نفسه منذ البداية التوكل الحق على الله سبحانه وتعالي.

تصوفه:

أقبل أبو خليل على عبادة ربه بصدق وبعزم وتطلعت نفسه التى طوعها لحب الخير وفعله ابتغاء مرضاة الله تعالى إلى شيخ عارف بربه كى يوجهه إلى الغاية المثلى لمعرفة الحق سبحانه وتعالى فهداه جلت قدرته إلى أحد أتباع الإمام العارف بالله سيدى على البيومى الذى بايعه على عبادة الله وتقواه فجد واجتهد فى عبادة ربه وأقبل على ذكر الله تعالى بكل جارحة فيه واتخذ من صلاته وتسبيحاته وقيامه الليل فى عبادة ربه ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ، اتخذ من كل ذلك معراجا للصعود الروحى إلى خالقه لا تشغله شاغلة من عمل أو تقف دون تطلعاته الدينية هاجس نفس أو يقعد به عن السعى فى الأرض مزيد من تعبداته وخلواته الدينية ، فقد تولاه الله ورعاه بخير ما يرعى به الصالحين من عباده فالله وحده وجهته ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حبيبه وقدوته، وشيخه بإرشاداته وتوجيهاته رائده وإمامه، وذكر الله تعالى ورده ومنهاجه وشريعة الحق سبحانه ميزان فعله وقوله، ولقد كان زهده وورعه وتفانيه فى ذكر الله تعالى ركائز صاغ منها أبو خليل شخصيته الفذة وحياته الطاهرة الصادقة ينشد فى عبادته الحقيقة فى مشرقها مؤمنا بإحساس صادق بأنه خلق لها.

ولا غرو أن يصبح أبو خليل عند أستاذه المريد الأول بما ناله من عطايا عاليات وسمو فى الدرجات ، حتى إذا ما تخلف ذات ليلة على غير إرادة منه عن " حضرة الذكر " التى كان يقيمها شيخه للتابعين له ، لم يستطع الشيخ أن يعاقبه بمثل ما كان يعاقب به أيا من زملائه إذا ما تخلف عنها فقد أدارعلى ظهره مسبحته فلم تحدث أى ألم له على غير ما كان عليه الحال فى كل مرة مع غيره ، فأيقن الشيخ أنه أمام مريد فتحت له السماء أبوابها وانهالت عليه آلاؤها وبركاتها وحدثه قلبه بأنه سوف يكون من أتباع هذا المريد ، وقد صدق فيما بعد حديث قلبه وصار الشيخ من أتباع أبى خليل.

أبو خليل في معتزله:

اعتزل أبو خليل الخلق وانصرف عن شئون الحياة الدنيا وأقام فى مكان يلفه الصمت ويغشاه السكون إلى جانب ضريح أحد الأولياء المشهورين بكفر النحال ، بعيدا عن الناس وما يعملون.

والاعتزال فى حياة الأولياء مرحلة من مراحل النضج الروحى لا يفرضها الولى على نفسه ولا يدبر لها أمرا، ولكنها مرحلة تفرض شئونها عليه ، فلا يرى غير الحق سبحانه وتعالى أنيسا له وجليسا، فيعيش الولى مستغرقا فى تأملاته سابحا فى تفكيره فى ملكوت السموات والأرض متفرغا لذكر الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى آناء الليل وأطراف النهار، ليمتلىء قلبه من آيات ربه الكبرى إيمانا وتقوى ويقينا وتستوعب روحه شحنة النور المحمدي التى سوف تضئ بها الطريق للذين تنكبوا السير أو ضلوا سواء السبيل، وليتعلم الحكمة إلهاما من علوم الحق اللدنية بما يؤهله لمجابهة المعترضين والملحدين الضالين.

وهكذا سبع سنوات قضاها أبو خليل فى معتزله ، لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى كيف انطوت أيامها عليه ولا كيف انقضت لياليها من حوله ، فلقد أمسك أبو خليل عن الحديث عن حياته فى معتزله إلا عن النذر اليسير الذى لا ينهض أن يرسم أمامنا حياة ، أو يحدد لنا وقائع أو يصور لنا معالم وليس لنا أن نقول إلا أن الحق تبارك وتعالى قد تولى هذا الشيخ فى معتزله بخير ما يتولى به الصالحين من عباده.

والاعتزال نشهده كذلك فى حياة الأنبياء ، فيحدثنا الكتاب الحكيم عن أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام وهو يقف أمام والده مودعا إياه فى رفق وفى أدب قائلا سلام عليك سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيا وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربى عسى ألا أكون بدعاء ربى شقيا).

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحنث فى غار حراء قبل أن تشرق شمس رسالته فالعزلة والاعتكاف والهجرة والاغتراب فى حياة الأنبياء تكاد تكون قدرا مشتركا بينهم ، مرحلة أساسية فى إعدادهم لرسالة السماء.

ظهور أبي خليل:

لما نضج عود أبى خليل فى معتزله وطابت ثماره، شاء الله له أن يخرج من معتزله ، وما كان طوع إرادته فى الأولى ولا فى الآخرة ولكنها إرادة الحق سبحانه تتمثل فى إحساس صادق فى نفسه وجهه إلى الاعتزال وإحساس آخر وجهه إلى الخروج من معتزله وكان ذلك فى أوائل القرن الرابع عشر الهجري.

ظهر أبو خليل يحمل بين يديه كتاب الله سبحانه شريعة إسلامية صادقة قويمة مبادئها تخرج الناس من الظلمات إلى النور.

وكأنى به رضى الله عنه وقد أرسل صيحة مدوية فى آذان الكون ربانية فى أهدافها صوفية فى موضوعها اهتزت لها النفوس واطمأنت بها القلوب ، كأنى به حينذاك يرسل من أسرار الحق سبحانه اشعاعات تصل إلى شغاف القلوب تجذبها إلى الله سبحانه لتشاهد من آياته الكبرى معبرة عن أهدافها أن اعبدوا الله واتقوه فأقبل عليه الناس من كل حدب ينسلون يهرعون إليه من كل صوب جماعات ووحدانا كما يقبل الطير الظامىء على مواقع القطر والندى وكان لأبى خليل ندوات علمية وحضرات دينية اختار لها الليل موعدا لينصرف الناس فى نهارهم إلى شئون دنياهم وكان يذكر فى هذه المجالس الدينية اسم الله كثيرا قياما وقعودا وتتلى فيها آيات الله والحكمة فما يكاد من أقبل على أبى خليل ينخرط فى مناهج طريقته إلى الله سبحانه حتى يمتلىء قلبه خشية وخضوعا وتنهال عليه بركات من السماء فى تلك المجالس الربانية التى تحفها الملائكة ويذكر الحق تبارك وتعالى ذاكريه فيها فى ملإ خير منها.

وآخرون من دونهم كأنما عز عليهم أن يتبوأ عرش العلوم اللدنية عبد من عباد الله آتاه الله من لدنه علما وحكمة ولم تؤته الدنيا أى حظ من علومها الدنيوية فلا هو قد خط بيمينه كتابا ولا هو قد قرأه، سارع هؤلاء إلى أبى خليل وقد امتلأت عقولهم بشتى الأسئلة وازدحمت فيها مشكلات مستعصيات من مختلف العلوم وظنوا أنهم بذلك سوف يقهرون هذا الأمى الذي كانوا يقولون إنه قد اجترأ على ما ليس يحق له ولا هو من أهله "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلاكذبا".

وما أن وصلوا إليه يحاجونه حتى قهرهم سلطان العلم الربانى فآمنوا بقدرة الله رب العالمين معتقدين بأن حصيلتهم من الكنوز العلمية التى كانوا يحسبون أنهم يملكونها لا تعدو القشور والأصداف ومدوا إليه أيديهم يبايعونه على تقوى الله وطاعته ويد الله فوق أيديهم ولك أن تتصور هذا الشيخ وقد أحاطت به الجموع الحاشدة ممن استجابوا لدعوته تغشاهم أسراره وتغمرهم أنواره كسحابة ممطرة فى أرض مجدبة يتطلع أهلها إليها لتروى ظمأهم وتخصب أرضهم وتنبت زرعهم فالحق أنه كان هبة من السماء تمتلىء بالرحمة وبالعطاء والله ذو الفضل العظيم.

الشيخ أبو خليل صاحب الفتوحات الربانية:

بعد عهد من الكساد العلمى فى عصر المماليك بدأت مصر تشق طريقها إلى نهضة علمية شاملة تلتمس روافدها فى الجامعات الأجنبية فتبتعث الطلاب اليها ليتعلموا منها كل جديد من العلم لم تكن قد أشرقت شمسه بعد فى بلادنا وليعلموا قومهم إذا رجعوا إليهم فظهرت نهضة ملحوظة فى إحياء التراث العلمى وقامت مدرسة الشعر العربى تعيد للشعر أمجاده الأولى وتطلق الخيال خصبا فى شتى مجالاته وفنونه، وكان للغات الأجنبية حظها الوافر فهى لغة المستعمر وقتذاك الذى أراد لها أن تسود ليكون فى ذلك عون له على نشر ثقافته وإنجاح تخطيطاته.

كانت النهضة العلمية إذن قد بلغت مستواها المرموق فى بلادنا وقت أن ظهر الشيخ أبو خليل حاملا رسالة الهدي والإصلاح الديني فالشعر العربي أعاد أمجاده أعلام من الشعراء أصحاب مدرسة سامقة فيه ولغات الغرب وعلومه يتسابق طلاب العلم فى إجادة أصولها والارتشاف من معينها، وعلوم الدين تزهو منارات الأزهر الشريف فى ساحاتها.

وإلى جانب ذلك كله كانت هناك تيارات الحادية بدأت تهب رياحها فى أجوائنا الطاهرة فأثارت تلك التيارات الإلحادية جدلا ونقاشا حول ما يمكن أن يعتبر حقائق لا تقبل الجدل ولا النقاش حولها.

لذلك فقد أراد الحق سبحانه وتعالى أن تمتد أسرار القدرة الإلهية إلى الشيخ أبو خليل فغمرته بالفيض المحمدي النبوي الذى لا ينضب والذى سيبقى ساريا من عصر إلى عصر حتى يأتى وعد الله سبحانه، ولك أن تتصور هذا الولى الأمى وقد وفدت اليه جموع العلماء يحاجونه وأقبل عليه المعترضون يجادلونه ويحاورونه فما ضاق أبو خليل بشئ من ذلك ولا عجز عنه ولكنه أفسح صدره لكل فى مجاله مجيبا بذات اللغة التى يصاغ بها السؤال عربية أو انكليزية أو فرنسية بل إنه كان يأمر أحد أتباعه وقد يكون أميا فيجيب على السؤال إجابة العالم المتمكن من علمه.

ولعلك تعجب إذا ما علمت أن أحدا من أتباع الشيخ ممن عرف عنه الإنشاد بالشعر إلهاما فى مجالس الذكر كان يقف أحيانا فى الجانب الآخر من مجلس الشيخ تفصل بينهما جموع حاشدة من المتعبدين الذاكرين فيوجه أحد الحاضرين ممن يجلسون إلى جوار الشيخ سؤالا إلى الشيخ بصوت لا يسمعه غيرهما أو يكاد يسمعه المجاور لكل منهما فينادى الشيخ بصوت خافت أيضا: قل يا " فلان " فينطلق ذلك التابع على الفور في إجابته على السؤال وهو بعيد المكان فمن أسمعه السؤال ومن أسمعه الأمر بالإجابة ومن ألهمه الجواب؟ " الله رب العالمين فهو على كل شئ قدير.

ولعل تيارا كهربائيا قد امتد على الفور من قلب شيخه إليه بطاقات روحية من الأسرار الربانية ألهمته السؤال وألهمته الجواب بقدرة العلي القدير.

ومما يثير العجب أيضا أنه قد يتصادف وجود بعض أخطاء لغوية في صياغة بعض الأسئلة باللغات الأجنبية فإذا بالشيخ يقول قل يا " فلان " وصحح الخطأ اللغوي في السؤال، ولكنه إذا امتلأت قلوبنا إيمانا بقدرة الخالق الأعلى ويقينا بأنه سبحانه قد خرق نواميس الطبيعة للصالحين من عباده الذين اختارهم أولياء له، تأييدا لهم في دعوتهم إليه سبحانه فإننا لن نعجب مهما رأينا أو سمعنا عن كرامات للشيخ أبى خليل فقد أفنى حياته في الدعوة إلى طريق الله تعالى متمسكا بشرعه مواظبا على ذكره سبحانه فأيده الحق تبارك وتعالى بسره لينصر وليه والله يؤيد بنصره من يشاء.

ولا عجب أن يكون للشيخ أبو خليل مدرسة سامقة فى التصوف الإسلامي تخرج فيها دعاة إلى الحق لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة متفرقين في شتى الجهات هادين ومصلحين.

وفى عصر يوم الاثنين ١١ شوال ١٣٣٨هـ الموافق ٢٩ يونيو ١٩٢٠ م. توفى رضى الله عنه ودفن فى المسجد المسمى باسمه بقسم النحال بمدينة الزقازيق بجمهورية مصر العربية.

وإذا كانت شمس حياة أبى خليل الدنيوية قد غربت وانتقل إلى جوار ربه فإن شمس حياته الدينية لن تغرب ولا تزال ساطعة بأضوائها الهادية إلى الحق سبحانه وتعالى متمثلة في المبادئ الدينية التي جعل منها منهاج مدرسته الصوفية.

وقد حمل رسالته من بعده الشيخ إبراهيم محمد أبو خليل أكبر أنجاله فقد كان يقول رضى الله عنه حال حياته " الحمد لله الذي جعل خليفتي من بعدى ولدى إبراهيم ". ( السيرة ا
لخليلية 1921 م )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس

شمس


عدد المساهمات : 55
نقاط : 141
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/04/2012
العمر : 33

الطريقة الخليلية ومشايخها الكرام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطريقة الخليلية ومشايخها الكرام    الطريقة الخليلية ومشايخها الكرام  I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 06, 2012 1:38 pm

الشيخ ابراهيم محمد أبو خليل
تعالوا معي إلى رحاب هذا الشيخ الذي قاد ركب الطريقة بعد أبيه ذلكم الشيخ الذي كانت حياته حال وجود والده صفحة مستورة ولولا أن الله سبحانه قد كتب عليه أن يخلف والده في رسالته الدينية لظل كنزا خفيا طوال حياته.
إنه من طراز من الرجال فريد من الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا ، لا تحتاج معرفتك به إلى من يحدثك عنه أو يجيب عن تساؤلاتك بشأنه ، ولكن حاله وحده حين كنت تجلس إليه كان هو المحدث والمجيب ، تسليم وانكسار وخشية عظمى من الحق تبارك وتعالى ,يؤثر الصمت على الكلام إلا إذا تطلب الامر الحديث فيســـرى حديثه العذب يخاطب القلوب ويناجى الأرواح وكأنه النسيم.
العليل، يشفى من النفوس سقامها ويزيل متاعبها وآلامها ، فصمته معبر ومشير، وكلامه كالدر المنظوم، لكل لفظ قيمته ووزنه ينطق في حق، ويقول في صدق ويمزح في جد، وينصح في لين، يوجه الحديث إلى الجميع، ولكل من الحديث ما يجيب له عن تساؤل يضمره أو يفتح له بابا قد ارتج في وجهه أو يرشده إلى مواطن السلامة والنجاة بعد أن أشرفت سفينته على الهلاك.
متواضع في عزة بربه فما تحدث عن نفسه ولا نسب أمرا له ولا تفرد بشيء يميزه عن الجالسين من حوله.
كان يأتي إليه الشارد والبعيد والعاصي والفاسق فتنساب أنواره إلى النفوس تغشاها وإلى القلوب تكشف عنها غشاوتها وتزيل عنها جفوتها فإذا البعيد قريب والشارد موفق ومجيب والعاصي من ذنوبه يتوب والكل قد سار في طريق الهداية والإيمان ومدوا أيديهم يبايعون الشيخ على تقوى من الله ورضوان ويد الله فوق أيديهم.
وهو في صمت الواثق فى ربه وإيمان المتوكل عليه وورع المتصوف الزاهد وتواضع الذين يبلغون أعلى مراتب السمو الروحي ، وفى حكمة المؤمنين وحزمهم وإيمان المتصوفين وعزمهم ، في كل أولئك ، وفى كل من فضائل الصفات وكريم الطباع كان يقود أتباع الطريقة إلى الله سبحانه وتعالى على قدم النبي الإمام الأعظم ، قبلة المتعبدين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين صلوات الله عليه.
كانت بساطته رضى الله عنه أهم عناصر عظمته كما كان قلبه الكبير الذي يمتلئ شفقة ورحمة أهم مميزات أوصافه، وكان ربانيا في كل مشاعره وفى كل ما تحمله نفسه الطيبة من خير للناس أجمعين ، وكان من أولياء الله تعالى الذين تتحول المحن بين أيديهم إلى منح وسعير النيران إلى روضات الجنات، وإذا أردت أن تقف على بعض ما أفاض الله سبحانه وتعالى به على هذا الشيخ من عطايا وحكم عاليات فاقرأ الهاماته الربانية في كتب قيمة تركها رضي الله عنه ذخيرة ايمانية تشع نورا وهداية في قلوب قارئيها وتملؤها خشية وايمانا.

ومن هذه الكتب:

الفتح الأسنى في نظم أسماء الله الحسنى.

والكنز الثمين في الصلاة على سيد المرسلين.

والوسيلة وهى تضرعات وابتهالات إلى الله سبحانه وتعالى.

والشفاعة وهى في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان مولده ومعجزاته وإسرائه وجهاده في سبيل الله لنشر الدعوة الدينية.

وهذه الكتب يقرؤها أتباع الطريقة الخليلية في مجالسهم الدينية الليلية تقربا إلى الله سبحانه وتعالى.

وإلى جانب هذه المأثورات الجليلة ترك هذا الشيخ مأثورات قيمة أخرى يجد فيها المتصوف أو الباحث المستنير حاجة قلبه وغذاء فكره وإشباع ثقافته الروحية فهى حقا مفتاح كنوز الأسرار ومطلع مشارق الأنوار وهى:
الفاتحة ودعاؤها والإخلاص بالدعاء
والحصن الحصين بدعاء يس
والأسرار النافعة بدعاء الواقعة
وسر الفتاح بدعاء سورة الانشراح
والسر المسطور في حروف النور
والرياضة الروحية
والبيان في مولد من خلقه القرآن
والسعادة

وقد بلغت ظاهرة الإلهام التي تميزت بها الطريقة الخليلية أوجها في عصره الزاهر رضى الله عنه ، متعددة المظاهر من ارتجال للشعر إلهاما بلسان عربي مبين في مجالات دينية متنوعة ومن تفسير لآيات الله سبحانه وتعالى بما يملأ القلوب إيمانا ويقينا بالله سبحانه العليم الحكيم.
وقد قضى الشيخ إبراهيم أبو خليل سني حياته المباركة جميعها في هجرة دائمة إلى الله ورسوله يتحرى الشرع في كل فعل وفى كل قول ولا يقبل إلا الطيب منهما ويدعو إليه ، وكثيرا ما كان يحاسب العامل أو الموظف من أتباعه إن ضيع بعض وقت عمله أو وظيفته في غير مجالهما أواستحل لنفسه ورقة بيضاء يأخذها من عهدة عمله ليكتب فيها أمرا لنفسه ويبين أن هذا يخالف الشرع الحكيم ولا يرضى الله سبحانه وتعالى عنه.
حقا إنه الورع الكامل يلقنه الشيخ دروسا لأتباعه ومريديه كما هى الحال في كل أمر من أمور الشريعة الغراء ، يأمر بكل ما تأمر به وينهى عن كل ما تنهى عنه إرضاء لله رب العالمين لا شريك له.
ولما بلغ الكتاب أجله فارق الحياة إلى جوار ربه الكريم فى صباح يوم السبت ١٤ ربيع الثانى ١٣٧٦هـ الموافق ١٧ نوفمبر ١٩٥٦ م. وفى مشهد تحفه السماء ببركاتها شيعت جنازته رضى الله عنه إلى مثواه المبارك فى ضريحه الكائن بالمسجد المسمى بمسجد الشيخ أبو خليل بكفر النحال بالزقازيق ليكون إلى جوار والده الشيخ محمد أبو خليل كما كان فى رعايته الميمونة فى الحياة الدنيا.

ولما استقر جثمانه في مستقره الأخير سارعت الجموع الحاشدة من أتباعه إلى تجديد البيعة على خليفته الشيخ محمود إبراهيم أبو خليل رضى الله عنه وأرضاه.







الشيخ محمود ابراهيم أبو خليل
كان رضى الله عنه كريم الطباع ، كريم الصفات ، كريم العطاء، كريم الخلق، يجود بكل ما تملكه يداه ، وينفق إنفاق من لا يخشى من ذي العرش إقلالا. ولعل سخاء نفسه كان له أثره الواضح في تكوين شخصيته وسعة أفقه وإدراكه وحسن معالجته لمشكلات الأمور فهو ينظر إليها نظرة المحلل ، استعراضا لجميع جوانبها يتلمس من ذلك الحلول اليسيرة الممكنة لها.
كما كان لكريم طباعه وكريم صفاته أثرهما فى انتهاجه سياسة رشيدة فى الدعوة إلى الحق سبحانه وتعالى، توحد ولا تفرق ، وتؤلف ولا تتعصب، تجمع الكل تحت لواء واحد على بساط من التسامح والإخاء مهما اختلفت الاتجاهات وتباينت الآراء.
كما كان لكرم أخلاقه من نبل الصفات وأرفعها ما جعله يدفع السيئة بالحسنة ويعفو عمن أساء ولا يغضب إلا إذا استبيحت حرمات الله، ويدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فى رحابة صدر وسلامة منطق وحديث جذاب مقنع.
إنه بحق يمثل رجل الدين الذى لا يعيش فى محراب عبادته بل ينزل إلى مشاكل الناس يعايشها لعله يخفف آلام مكروب بحكمة دينية يرسلها إليه أو يجيب نداء سائل محروم بما استطاعت يده من جود، فهو يرى أن فى قضاء حوائج الناس ما يرفع العبد إلى ربه، فخير الناس أنفعهم للناس.
ولعل تربية هذا الشيخ الدينية فى بيت تتلى فيه آيات الله والحكمة على يد إمام قدوة فى التصوف هو والده الشيخ إبراهيم محمد أبو خليل قد صاغت فيه نفسا تمتلئ بشحنات من الإيمان الحق منذ شبابه المبكر لتكون قبسا هاديا له فى مفترق الطرق فغدا فى شبابه فى حفظ الله ورعايته لم يمسسه السوء، كما فتحت مغاليق قلبه على تقوى من الله ورضوان لتنطبع نفسه على الشمائل المحمدية الكريمة ليكون قدوة للذين يريدون الله ورسوله والدار الآخرة.
كما عوده والده منذ الصغر أن يواجه مشكلات حياة الأسرة ليعالجها بإدراك سليم وبحكمة وحزم ليكون فى ذلك مران له على مواجهة مشكلات الآخرين من حوله من أبناء الطريقة، يتلمس لها الحلول الناجحة بتوفيق الله وهدايته فتستقيم لهم حياتهم الدينية والدنيوية.
كما كان يرسله والده رضى الله عنه فى أحيان كثيرة إلى المجالس والندوات الدينية التى كان يقيمها أبناء الطريقة فى شتى البلاد نائبا عنه ثم أشرف على شئون الطريقة فى أثناء خلوة والده ذات السنوات السبع فى أخريات حياته رضى الله عنه فقد ملأ الله سبحانه وتعالى صدره حكمة وآتاه رحمة من عنده يمثل بهما والده فى دعوته الدينية.
أجل، كان ذلك هو أسلوب تربية هذا الشيخ الذى توخاه معه والده ليجعل منه مربيا دينيا ومصلحا اجتماعيا ورائدا صوفيا حكيما يهب حياته لإسعاد الآخرين.
ولقد جاهد هذا الشيخ فى نشر دعوة الطريقة الخليلية حتى عمت كل البقاع وكل الأصقاع وكل القرى والنجوع على مستوى الجمهورية فأشرقت الأرض بنور ربها بمجالس الذكر التى يذكر فيها اسم الله كثيرا وتتلى فيها آيات الله والحكمة وكانت جهوده الموفقة رضى الله عنه فى العمل على دعم الطريقة ونشر دعوتها سببا فى أن منحتها مشيخة الطرق الصوفية ( سجادة خليلية ) وهذا فى المفهوم الصوفي لا يكون إلا للطريقة التى ظهر دورها فى الإصلاح الاجتماعي والهدي الديني وأصبح لها كيان مستقل بمناهج صوفية شرعية محددة المعالم.
ولما انتقل رضى الله عنه إلى الدار الآخرة فى يوم الجمعة ٢٩ ربيع الثانى ١٤٠٩ ه. الموافق ٩ ديسمبر ١٩٨٨ م. عن أربعة وسبعين عامًا دفن إلى جوار والده أستاذنا الشيخ "إبراهيم محمد أبو خليل" بمسجد الشيخ أبو خليل رضى الله عنهم أجمعين وكان قد أوصى بأن يكون خليفته من بعده الشيخ محمد أكبر أنجاله وقد أجمع أتباع الطريقة على مبايعته وهو الشيخ الحالى للطريقة الخليلية.

الشيخ محمد محمود ابراهيم أبو خليل
رباه والده على مكارم الأخلاق وجميل الخصال وكريم الطباع وذلك على ذات النسق الذى اتبعه جده الشيخ إبراهيم مع والده فى تربيته الدينية فقد تعهده والده منذ نشأته بأن يلتزم بالمنهج الديني القويم فى حياته الدراسية وأن يختار الصفوة من الطلاب فى صداقته حتى أكمل دراسته الجامعية بجامعة الزقازيق ثم أرشده بعد ذلك إلى حضور مجالس الذكر والندوات الدينية التى كان يقيمها أتباع الطريقة فى مدينة الزقازيق ثم كان يرسله بعد ذلك إلى جهات أخرى مختلفة فى شتى أنحاء الجمهورية نائبا عنه لحضور تلك المجالس والندوات الدينية.
والحق أن الله سبحانه وتعالى قد منحه من مكارم الأخلاق وجميل الخصال وكريم الطباع ما جعله أسوة حسنة للغير فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ويقول أحد أئمة التصوف " من زاد عنك فى خلقه زاد عنك فى تصوفه".

فمكارم الأخلاق إذن هى الثمرة المرجوة من العبادة.وقد صدر قرار المجلس الأعلى للطرق الصوفية رقم 88/5 بتاريخ 20/12/1988 بتعيينه شيخا للسجادة العامة للطريقة الخليلية.
فاللهم كن عونه وراعيه وحافظه وموفقه لما فيه الخير والصلاح فأنت يا ر
ب قريب مجيب.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطريقة الخليلية ومشايخها الكرام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مخطوط ( تحفة الكرام بأخبار الأهرام ) للحافظ السيوطي رحمه الله
» الطريقة المكاشفية
» الطريقة الكركرية
» الطريقة القادرية
» الطريقة الجازولية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
علوم ومعارف الشريعة والحقيقة :: المنتدى :: التصوف وعلوم القوم :: الطرق الصوفية-
انتقل الى: