أصل الأصول في الطريق
أصل الأصول في الطريق: الصحبة في الله. ومعنى الصحبة هنا هو الرفقة على وجه الاتباع لا على وجه النّدّية كما قد يُفهم.
وللصحبة أركان هي:
1- الصاحب، وهو المريد لوجه الله. فمن كان يريد وجه الله بصحبته فهو ذاك، ومن كانت له مآرب أخرى، فقد فَقَدَ هذا الركن، وبالتبع فلا صحبة له وإن كان ملازماً للمصحوب في الظاهر.
2- المصحوب: وينبغي أن يكون عارفاً بالله مؤهلاً لتربية غيره. وهذا هو المعبر عنه بصاحب السر المأذون. فإن صحب المرء من يظنه كذلك وهو غير ذلك، فقدْ فَقَدَ الركن الثاني للصحبة. وعلى التحقيق فلا صحبة له.
3- المصحوب له: وهو التربية. بمعنى أن المريد ينبغي عليه أن يسلم نفسه لمصحوبه تسليماً تاماً بلا منازعة. فإن فُرض أن الصاحب كان يريد وجه الله من حيث النية، وأن المصحوب كان من الربانيين، ومع هذا فالصاحب كان يمسك نفسه عن شيخه ولا يمكّنه من التصرف فيها، فهذا يكون قد فقد الركن الثالث للصحبة. وبالتالي فلا ينتفع من شيخه في باب السلوك، ويقتصر الانتفاع عنده على التبرك.
أما وجه انتفاع بعض من صحب مدّعياً للسر بغير حق مما نجده كثيراً في سِيَر أهل الله، فإن ذلك من بركة صدق المريد وطلبه وجه الله. يتضح له ذلك بعد الفتح إن كان من أهله فيعلم من أين جاءه الخير؛ ويرى من كان يظنه شيخه أجنبياً عن ذلك. نقول هذا، حتى لا تختلط الأمور على الناس، وحتى لا يُحتج في هذا الباب بغير حجة.
للأمانة منقول من موقع الطريقة العمرية