الطريقة المكاشفية
الطريقة هي جماعة من الناس تقوم بأداء رسالة محددة و مهام معينة في المجتمع . و الأصل في عملها هدفين رئيسيين : أولأً تعليم أصول الدين الإسلامي ، و ثانياً تعليم و تحفيظ القرآن الكريم لأبناء عموم المسلمين . بناء على هذه الأسس إنتشرت مراكز الطريقة بجميع أنحاء العالم لتؤدي الرسالة ذاتها .
و يتكون المركز الواحد للطريقة من العديد من ( المسائد ) ، و " المسيد " هو المكان الذي يدرس فيه القرآن الكريم و علوم الدين للطلاب . و يحتوي المسيد على مرافق أخرى مثل المسجد ، منزلة الضيوف ، ساحة المسيد ، مصلى النساء ، و مخزن المؤن .
الطريقة المكاشفية هي أحد أكبر الجماعات في العالم الإسلامي ، حيث يبلغ عدد أفرادها حوالي ستة و نصف ملايين نسمة حول العالم . أسسها العارف بالله سيدي الشيخ عبد الباقي المكاشفي في مطلع القرن الماضي . تنتشر هذه الطريقة بمختلف أنحاء العالم و قد ساهمت بصورة ضخمة في إدخال الدين الإسلامي في العديد من المناطق .
يوجد العديد من المسائد في كل مدن السودان ، تتبع كلها لشيخ الطريقة ، كونه السلطة التنفيذية العليا في الطريقة . ( و الشيخ هو الشخص الحافظ للقرآن الكريم ، و العالم بجميع علوم الشريعة ظاهراً و باطناً ، كما أنه يكون حاصلاً على إجازة بالإرشاد في الطريقة ) . عليه الشيخ الطريقة على رأس الهيكل الإداري لها . و على كل منطقة أو ولاية شيخ يقوم بالإشراف على المسائد الموجودة في نطاق منطقته ، و على كل مسيد يوجد شيخ المسيد الذي يتولى أمر إدارة مسيده . الشيخ الحالي للطريقة بولاية الخرطوم هو العارف بالله سيدي الشيخ الفاتح بن سيدي الشيخ الجيلي بن سيدي الشيخ عبد الباقي المكاشفي .
ساهمت هذه الطريقة بصورة فاعلة في نشر الدين الإسلامي و نشر الثقافة الإسلامية حول العالم و تعريف الناس بالإسلام . هذه الطريقة موجودة إلى اليوم ، و تبقى شعلة ساطعة تنير درب العلم و ترشد الناس إلى الحق و الطريق القويم ، و تشتعل نار القرآن لتضيئ الآفاق ، و لتشهد العالم بأسره على هؤلاء الرجال ، الذين بذلوا أنفسهم و كرسوا حياتهم لخدمة هذا الدين العظيم ، فكم هدى الله من الخلق على يديهم ، و كم حفظ جياد حفاظ كتاب الله الكريم في مسائدهم . و مازالوا يؤدوا ذات الرسالة و هم يسيرون في ذات الدرب .. درب الطريق ، الطريق إلى الله تعالى .