فقهاء حنابلة سلكوا التصوف
منقول من الشيخ خالد حمد علي مع بعض التصرف بزيادة أسماء بعض العلماء
قال الشيخ خالد حمد علي
إعلامُ النبلاء فيْمَنْ تصَوَّفَ مِنْ السَّادَةِ الحَنَابِلةِ الفُضَلاء
فهذِهِ مَقَالَةٌ مُوْجَزَة غايَة الإيْجَاز ، ذكرْتُ فيْها مَنْ تصوَّفَ وسَلَك ولبِسَ الخرقة مِن السَّادَة الحنَابِلَة الفُضلاء، إعلامَاً للجاهل ، وتذكيْرَاً للغافل ، وإفحَامَاً للمُعَانِد .
فيْمَا يَتعلّق بطريْقةِ هذِهِ الرِّسَالَة أو المَقالَة، فإنِّي نهجتُ فيْهَا سبيْلَ الإيْجَاز والإختصَار ، وأهملتُ الأطنَابَ والإكثار، لأنَّ غايَتي مِن ذلِك التنبيْه عَلى أسمَاءهم وأعدَادِهم ، وألحقتُ بذلك ذكرَ موَاليْدِهم ووفيَّاتهم ، ومَا تيسَّر وقلَّ مِن أخبَارِهم ،وذكرتُ أيضاً مَا يَدلُّ عَلَى تصوفهم وسلوكهم بنصِّ الأئمَّة الأعلام،والحقُّ أنّي عجلتُ في إخرَاجها ، وذلِكَ خشيَة إهمَالها،وبمَا أنَّ غايتَها الإعلام فلا مَلام
هذا وإنَّي لا أقول إني جمَعتُ في هذِهِ الرِّسَالَة فأوعيْت ، كلا ، بل قدْ خلَّفتُ خلفي الكثيْر، ولذلِك جعلتُ هذه المَقالَة هي الجزء الأوّل ، وسيَعقبها بإذنِ اللهِ مَا تيسَّر .
سائلاً اللهَ عزَّوجل الإعَانَة ، واللطف في الأمر كلِّهِ ، وأنْ يَجعلَ مَا اكتبُهُ خالصَاً لوجههِ الكريْم ليْسَ قالصَاً .
وَمَا مِن كاتبٍ إلا ويَفنَى 00000 ويُبْقي الدهرُ مَا كتبَتْ يَدَاهُ .
فلا تكتب بيَدكَ غيْرَ شيءٍ 00000 يَسُّرك في القيَامَةِ أنْ ترَاهُ .
كتبَهُ :
خالد حمَد علي
26/جمادى الأولى/1426 هـ.
2/ 7 / 2005
ـــــــــــــــ
إعلامُ النبلاء فيْمَنْ تصَوَّفَ مِنْ السَّادَةِ الحَنَابِلةِ الفُضَلاء
1- عبْدُ الغنِي بن عبْدِ الوَاحِد بِن علي بن سُرور بن نافع بن حسن بن
جعفر الجمّاعيْلي المَقدسي ، الحافظ ، المُحدّث ، الفقيه ، الزّاهد ، الورع شيْخ الإسلام ، ومُفتي الأنام (صاحبُ كتاب "الكمَال")
قال الحَافظُ ابنُ رَجبٍ في "ذيْل الطبَقات" (4/7) : { وُلِدَ بجمّاعيل ، مِنْ أرْض نابلس مِنَ الأرْض المُقدّسَة ، سنة إحدَى وأرْبعيْن وَخمْسُمَائةٍ } .
قال ابْنُ النجّار : { حدّثَ بالكثيْر ، وَصنّف التصانيف الحسنة في الحديث ، وكان غزير الحفظ ، مِن أهل الإتقان والتجويد ، قيّماً بجميع فنون الحديث ، عارفَاً بقوانيْنِهِ ، وأصولِهِ ، وعللهِ ، وصحيحه وسقيمه ، وناسخه ومنسوخه ، وغريْبِهِ ، وشكلِهِ ، وفقهه ، ومعانيه ، وضبط أسماء أحوَالهم } .
قال ابنُ رَجبٍ الحنبلي في "ذيل الطبقات" : { وَقدْ جمَعَ فضائلَ الحافظ وسيْرَتَهُ الحَافظُ ضيَاءُ الدين في جزأين } .
جَاءَ في "المَنْهج الأحمَد" للإمَام العُليْمي (2/191) :
{ قالَ الموَفّق : لبسْتُ أنَا والحَافِظُ عبْد الغني الخرْقة مِن يَدِ شيْخ الإسْلام عبْد القادِر ، واشتغلنا عليْهِ بالفقِهِ ، وَسمعْنَا مِنْهُ ، وانتفعنَا بصحبَتِهِ ، وَلمْ نُدْرك مِن حيَاتِهِ غيْرَ خمْسيْنَ ليْلة } .
2- موفق الدين عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن عبدالله المقدسي ثمّ الدمشقي الصالحي .
قال الإمَامُ العُليميُّ في "المَنهج" (2/361) : { الفقيه ، الزاهد ، الإمام ، الربّاني ،إمامُ أهل السنّة ، مفتي الامة ، شيخ الإسلام ، سيّد العُلمَاءِ الأعلام ، علمُ الزهّاد ، أوحدُ العبَاد ‘ إمَام المُحدّثين ، آخر المُجْتهدِيْن } .
وُلدَ في شعبان ، سَنة إحْدَى وأربعين وخمسمائة بجمّاعيْل .
وقدِمَ دمشقَ مَعَ أهلِهِ ، وله عشر سنين ، فقرأ القرآن ، وحِفظ "مختصر الخرقي ، واشتغل ، وسمع من والدِه ، وأبي المكارم بن هلال ، وأبي المعالي بن صابر ، وغيرهم .
أقوالُ العُلمَاءِ فيْهِ :
قال أبوعمرو بن الصلاح : مَا رأيْتُ مِثلَ الشيْخ المُوفّق .
وقال الشيْخ : عبْد الله اليونيني : مَا أعتقد أنَّ شخصَاً ممّن رأيتُه÷ حَصَلَ لهُ مِنَ الكمَال في العُلوم والصّفات الحميْدَة التي يَحْصلُ بها الكمَال سِوَاهُ .
وقال أبو بكر محمد بن معالي بن غنيْمَة : مَا أعرف أحَداً في زمَاني أدرَكَ دَرَجة الاجتهاد إلا المُوفّق
وقال تقيُّ الديْن بن تيْميّة : ما دخلَ الشام بعد الأوزَاعي أفقه من الشيخ المُوفّق .
ولَهُ مُصنّفاتٌ كثيْرَة جدّاً ، أشهرُها كتابُ " المُغنِي " الذي انتشر نفعُهُ في الأمْصار ، وأثنى عليْهِ عُلمَاءُ الأقطار ، حتّى قال سُلطانُ العُلماء العز بن عبد السّلام : لمْ تطبْ نفسي بالفتيا حتّى صار عندي نسخة المُغنِي .
جَاءَ في "المَنْهج الأحمَد" للإمَام العُليْمي (2/191) :
{ قالَ الموَفّق : لبسْتُ أنَا والحَافِظُ عبْد الغني الخرْقة مِن يَدِ شيْخ الإسْلام عبْد القادِر ، واشتغلنا عليْهِ بالفقِهِ ، وَسمعْنَا مِنْهُ ، وانتفعنَا بصحبَتِهِ ، وَلمْ نُدْرك مِن حيَاتِهِ غيْرَ خمْسيْنَ ليْلة .
كانتْ وَفاتُهُ يوْمَ السبْت ، يوم الفطر ، سنة عشرين وستمائة ، وَدفِنَ مِنَ الغدِ بجبَل قاسيون ، خَلْفَ الجَامِع المظفرى ، في مَقبرتهم المَشهُورة .
3- مُحمّد بن أحمَد بن عبد الله بن عيْسَى بن أبي الرِّجال أحمَد بن بن مُحمّد اليونيني البَعليُّ .
قال الإمَامُ ابنُ كثيْر _رحمَهُ اللهُ_ في " البدَايَة والنّهايَة" (13/212) :
{ تقيُّ الدّين الفقيه، الحنبلي ، الحَافظ ، المُفيْد ، البَارع ، العابِد ، النّاسِك ، سمِعَ الخشوعيَّ، وحنبلاً ، والكندي ، والحافظ عبد الغني المَقدسي ، وكانَ يُثنِي عليْهِ ، وتفقّه على المُوفّق، ولزم الشيخ عبد الله اليونيني فانتفع بِهِ، وكانَ الشيْخُ عبد الله يُثني عليْه ويُقدّمَهُ ويَقتدِي بِهِ في الفتاوى.
وقد لبسَ الخرقة مِن شيْخ شيْخِهِ عبد الله البطائحي، وبرَعَ في علم الحَديْثِ ، وحفظَ الجمْعَ بيْنَ الصحيْحين بالفاءِ والواو، وحفظَ قطعَةً صالِحَة مِن مُسنَدِ الإمَام أحمَد، وكانَ يَعرفُ العربيّة ، أخذَها عن التّاج الكندِي، وكانَ النّاسُ يَنتفعُونَ بِهِ بفُنونِهِ الكثيْرَة ، ويَأخذونَ عنْهُ الطرُق الحسَنَة } .
وقالَ الإمَامُ ابنُ مُفْلِحٍ _رحمَهُ اللهُ_ في "المَقصد الأرشَد" (2/357) :
{ولبس خرقة التصوف من الشيخ عبد الله البطائحي- صاحب الشيخ عبد القادر – ولزم صحبة الشيخ عبد الله اليونيني الزاهد، صاحِب الأحوَال والكرَامات ، الذي يُقال له : أسدُ الشام } .
وُلِدَ سَنَة اثنتين وسبعين وخمسمائة ، وتوفي ليلة تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة .
4- يوسف بن عبدالرحمن بن علي بن محمد بن علي بن حمَّاد بن
الجوزي ، القرشي ، التيمي ، البكري ، البغدادي ، الفقيه الأصولي ، الوَاعظ .
ولِدَ في ليْلة سَّابِع عشر ذي القعدة سنة ثمانين وخمسمائة ببغداد ،
قال العُليْميُّ في "المَنْهج الأحْمَد" (2/57) :
{ وَلبِسَ الخرْقةَ مِنَ الشيْخ ضيَاء الدين عبدالوهَّاب بن سكينة} .
ثمَّ قالَ : { كانَ مِنَ العُلمَاء الأفَاضل ، والكبَراء الأمَاثل ، أحدُ أعلام العلم ، وَمَشاهيْر الفضل ، ظهرَتْ عليْهِ آثارُ العنَايَة الإلهيّة مُذ كان طفلاً ؛ فعُنيَ بِهِ وَالدُهُ ، وَأسْمَعه وَدرَّبَهُ من صغرِهِ عَلى الوَعْظ ، وَبُوركَ لهُ في ذَلِك ، وصَارَ لَهُ القَبُولُ التَّام ، وَبانتْ عليْهِ آثارُ السَّعادة} . ا.هـ
5- مُحمَّد بن أحْمَد بن عبْد الله بن عيْسَى بن أبي الرجال بن علي اليونيني البعلي .
وُلِدَ في سَادِس رَجب ، سَنَة اثنتين وَسَبْعين وَخمْسُمائة بيونين ، من قرى بعلبك ، وَتوفي ليلة التاسع عشر رمضان ، سنة ثمان وخمسين وستمائة ، ببعليك .
قال العُليميُّ في "المَنهج الأحْمَد" (2/66){ الشيخُ ، الفقيه ، المُحَدّث ، الحافظ ، الزّاهد ، العارف ، الرَّباني ، تقي الدين ، أبو عبد الله ابن أبي الحسين . أحَدُ الأعْلام ، وَشيْخ الإسْلام } .
وقال لإمَامُ الحَافظ شمْسُ الدين الذهبي في "سيَر أعلام النبلاء" 17/6) :
{ وَلبسَ خرقة التصوّف ، مِنَ الشيخ عبدالله البطائحي ، صاحب الشيخ عبد القادر } .
وَقال بُرْهَانُ الديْن في "المَقصَد الأرشد" (2/356): { كانَ ذَا أحوال وَكرَامات وأورَاد وعبادات لا يخلُّ بِهِا ولا يؤخرها عن وَقتِها لورود أحدِ عليه ، ولو كان من الملوك ، وكان لا يَرى إظهار الكرامات ، وَيقول : { كمَا أوْجبَ الله على الأنبياء إظهار المُعجزَات أوْجبَ على الأوليَاء إخْفَاء الكرَامات } .
6- علي بن محمد بن وضاح بن أبي سعد .
قال ابنُ مُفلح في " المقصد الأرْشَد" (2/261) :
{ الفقيه ، المحدُّث النحوي الزَّاهد الكاتب النحوي} .
ثمَّ قال : { وَسمعَ من الشيخ العارف علي بن إدريس اليعقوبي ، ولبس منه الخرقة } .
وَقال الإمامُ العُليمي في " المنهج الأحمد" (2/77) :
{ وَصحِبَ الصَّالحيْن ، وَلبسَ خرقة التّصوّف } .
7- محمد بن عبدالله بن عمر بن أبي القاسم البغدادي .
ولد ليلة الثلاثاء ، ثالث عشر ذي القعدة ، سَنة ثلاث وعشرين وستمائة . وتوفي في تاسع جمادى الأخرى سنة سبع وسبعمائة ، ودُفنَ بمقبرة الإمام أحمد .
قال في " المقصد الارشد " (2/424) :
{ وَلبسَ خرقة التّصوّف} .
8- محمد بن عبدالله الطرابلسي الأصل ، البعلي الشهرة ، الدمشقي .
وُلدَ بدمشق سنة 1104 هـ ، وتوفي سنة 1177.
قال في النعت الأكمَل (296) :
{ هو الشيخ الصّالح ، الصوفي ، أبو السّعادَات ، نِظام الدّين }
9- أحْمَد بن إبْرَاهيْم بن نَصْرَ الله بن أحمَد بن محمّد بن أبي الفتح بن هاشم القاضي ، الكِنَاني ، العَسْقلانِي الأصل ، القاهري ، الصالحي .
قال في "الضوءِ اللامِع" (1/205) : { وُلِدَ في سَادِس عشر ذي القعدة سَنَة ثمانِمَائة في المَدْرَسَة الصّالحيّة مِنَ القاهرَة ، وَنَشأ بِهَا في كَفَالةِ أمِّه لمَوتِ وَالدِهِ في مُدّة رضَاعِهِ } .